کد مطلب:239419 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:213

و أما المهدی
الذی حبس وزیره یعقوب بن داود، و بنی علی المطبق الذی هو فیه قبة، و بقی فیه حتی عمی، و طال شعر بدنه، حتی صار كالأنعام - حبسه - لاتهامه ایاه بأنه یمالی ء الطالبیین، كما قدمنا ..

المهدی الذی عرفنا فیما تقدم موقفه من أبی عون، و ولده، الذی كان یذهب مذهب الشیعة فی الخلافة .. و كذلك موقفه من وصیة القاسم ابن مجاشع ..

أما المهدی هذا فقد التخذ الزندقة ذریعة للقضاء علی كل مناوئیه، و خصوصا العلویین، و المتشیعین لهم :

قال الدكتور أحمد شلبی : « ان الرمی بالزندقة اتخذ وسیلة للایقاع بالأبریاء فی كثیر من الأحایین .. » [1] .



[ صفحه 90]



و قال الدكتور أحمد أمین المصری : « الحق أن بعض الناس اتخذوا الزندقة ذریعة للانتقام من خصومهم . سواء فی ذلك : الشعراء، و العلماء و الأمراء، و الخلفاء » [2] .

و قد ألف له - أی للمهدی - ابن المفضل كتابا فی الفرق، اخترع فیه فرقا من عند نفسه، و نسبها لأولئك الذین یرید المهدی أن یتتبعهم، و یقضی علیهم . مع أنهم لم یكونوا أصحاب فرق أصلا .. كزرارة، و عمار الساباطی، و ابن أبی یعفور، و أمثالهم، فاخترع فرقة سماها «الزراریة »، نسبة لزرارة . و فرقة سماها « العماریة » نسبة لعمار، و فرقة سماها « الیعفوریة »، و أخری سماها « الجوالیقیة »، و أصحاب سلیمان الأقطع .. و هكذا .. الا أنه لم یذكر «الهشامیة » نسبة لهشام بن الحكم [3] .



[ صفحه 91]



و قال عبدالرحمان بدوی : « ان الاتهام بالزندقة فی ذلك العصر، كان یسیر جنبا الی جنب مع الانتساب الی مذهب الرافضة، كما لاحظ ذلك الاستاذ (فیدا) .. » [4] .

یقول أبوحنیفة أو الطغرائی فی جملة أبیات له :



و متی تولی آل أحمد مسلم

قتلوه أو وصموه بالالحاد [5] .

الی غیر ذلك مما لا یمكننا تتبعه و استقصاؤه فی مثل هذه العجالة ..


[1] التاريخ الاسلامي و الحضارة الاسلامية ج 3 ص 200.

[2] ضحي الاسلام ج 1 ص 157 .. هذا ..

و قد اتهم شريك بن عبدالله القاضي بالزندقة، لأنه لم يكن يري الصلاة خلف الخليفة المهدي ؛ فراجع : البداية و النهاية ج 10 ص 153، و حياة الامام موسي بن جعفر ج 2 ص 137، و الامام الصادق و المذاهب الأربعة المجلد الثاني جزء 3 ص 232. و أيضا .. فقد أراد هارون أن يقتل عمه، الذي قال : كيف لقي آدم موسي ؟ عندما ذكرت رواية مفادها ذلك .. و ذلك بتهمة الزندقة . راجع : تاريخ بغداد ج 14 ص 8 ،7 و البداية و النهاية ج 10 ص 215، و حياة الامام موسي بن جعفر ج 2 ص 138، و تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 285، و البصائر و الذخائر ص 81 .. و هذا يعني أن لفظ الزنديق قد اطلق علي كل من يناقش في أحاديث الصحابة، و علي كل من يعارض نظام الحكم، و الحكام و اهواهم، و اطلق أيضا علي كل ماجن خليع كما يبدو لمن راجع رواية شريك القاضي في مظانها و غيرها..

و لا بأس بمراجعة عبارة هامة لأحمد أمين تتعلق بهذا الموضوع في كتاب الامام الصادق و المذاهب الأربعة، المجلد الثاني جزء 3 ص 232.

[3] رجال المامقاني ج 3 ص 296، و قاموس الرجال ج 9 ص 324، و البحار ج 48 ص 196 ،195، و رجال الكشي ص 27 طبع كربلاء .. و أشار الي ذلك المسعودي أيضا ؛ فراجع : ضحي الاسلام ج 1 ص 141 . و اليعقوبي في كتابه مشاكلة الناس لزمانهم ص 24.

[4] من تاريخ الالحاد في الاسلام ص 37.

[5] نسبه الي الأول في ملحقات احقاق الحق ج 9 ص 688 نقلا عن مفتاح النجا في مناقب آل العبا للعلامة البدخشي ص 12 مخطوط و عن قلندر الهندي الحنفي في روض الأزهر ص 359 طبع حيدرآباد و هو منسوب للطغرائي أيضا و هو مثبت في احدي قصائده في ديوانه فلعله أخذه علي سبيل الاستشهاد علي عادة الشعراء في ذلك ... .